أصدرت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب بياناً كتابيّاً بمناسبة الذكرى السنويّة الـ 10 لمجزرة (فرمان) 3 آب في شنكال، لفت إلى ضرورة محاكمة المسؤولين عن هذه المجزرة التي تُعدّ إبادة جماعية في المحاكم الدوليّة ومحاسبتهم.
وجاء نصّ البيان كالتالي:
"ارتكب مرتزقة داعش في 3 آب 2014 مجزرة شنيعة بحقّ شعبنا الإيزيدي في شنكال؛ الأمر الذي كان عاراً على الإنسانيّة جمعاء، إنّنا نستذكر هنا جميع ضحايا مجزرة شنكال والأبطال الأحرار الذين ضحّوا بحياتهم في سبيل إنقاذ وتحرير شعبنا الإيزيدي، بإجلال.
حافظ الشعب الإيزيدي حتّى اليوم على أقدم التقاليد والتراث العريق للشعب الكردي، وتعرّض لمجازر عديدة عبر التاريخ، وأكثر هذه المجازر وحشيّة في تاريخه في 3 آب 2014، فخلال هذه المجزرة التي ارتكبها مرتزقة داعش، قُتل آلاف الإيزيديين واختُطف الآلاف منهم، معظمهم من النساء والأطفال وبيعوا في أسواق العبيد، وتُعدّ العديد من القوى التي ارتكبت هذه المجزرة على يد داعش شريكة فيها، فالذين دبّروا هذه المجزرة وخططوا لها هم مسؤولون عنها بقدر مرتكبيها، كما أنّ من غضّ الطرف عنها ولم يتحرك لحماية شعبنا الإيزيدي هو أيضاً مسؤول عنها، ويجب محاكمته ومحاسبته.
فقد تجاهل العالم أجمع قتل مرتزقة داعش لشعبنا الإيزيدي وتابعوا المجزرة بصمت، وكان مقاتلو حركة التحرّر الكردستانيّة (الكريلا) هم أوّل من تدخّلوا لوضع حدّ لهذه المجزرة، ثمّ تدخّل بعدها قواتنا؛ وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وأنقذوا شعبنا من المجزرة، وعلى الجميع أن يعلم جيداً أنّهم كانوا يسعون إلى قتل الإنسانيّة في شخص شعبنا الإيزيدي لكنّ مقاومة مقاتلي الحرية أوقفت وحشية داعش وأنقذ البشرية من كارثة مهولة.
وتوجّه المرتزقة الغزاة الذين لم يتمكّنوا من تحقيق النتيجة التي يرجونها في مجزرة شنكال بعد ذلك إلى روج آفاي كردستان، ساعين إلى الانتقام لأنفسهم بعد هزيمتهم في شنكال، لكن بمقاومة وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، دُحر مرتزقة داعش في روج آفا ورأى الجميع، الصديق والعدو روح مقاومة الشعب الكردي.
وواصلت القوى المجرمة التي لم تحقّق النتيجة التي ترجوها من خلال مرتزقة داعش، هجماتها على شعبنا بمختلف الطريق والأشكال، فأولاً لم تتمكّن دولة الاحتلال التركي من تقبّل هزيمة مرتزقة داعش، وانتقمت لهم بالهجوم على شعبنا الإيزيدي في شنكال في كلّ فرصة، وأسفرت هجمات دولة الاحتلال التركي هذه عن استشهاد عشرات الإيزيديين والمقاتلين الإيزيديين، فدولة الاحتلال التركي تسعى بهجماتها لاستكمال عملية إبادة الإيزيديين، ولا تبدي القوى الدوليّة أي رد فعل جدّي حيال هذه الهجمات التي تُعدّ استمراراً لمجزرة داعش، وتشكّل الدولة التركية خطراً كبيراً على جميع شعوب الشرق الأوسط، لا سيما شعبنا الإيزيدي، لذا ندعو جميع دول المنطقة والقوى الدولية إلى الوقوف في وجه هجمات الإبادة التي تشنّها الدولة التركية.
نؤكّد في وحدات حماية الشعب، أنّنا سنواصل الدفاع عن شعبنا كما عهدتمونا دائماً، وعلى الجميع أن يعلم أنّ موقفنا ضدّ أي هجوم على شعبنا الإيزيدي واضح، فنحن نعلن استعدادنا للدفاع عن شعبنا الإيزيدي بكلّ قوتنا كما فعلنا على مدار العقد الماضي.
وفي الذكرى السنويّة الـ 10 لمجزرة شنكال، نستذكر جميع الأبطال الأحرار الذين استشهدوا خلال هذه المجزرة وضحّوا بأرواحهم في سبيل الدفاع عن شعبهم الإيزيدي، بإجلال، ونجدّد عهدنا لهم بالحفاظ على إرثهم النضالي والدفاع عن شعبنا أمام جميع الهجمات".